×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: مَنْ أطاعَ العلماءَ والأُمراءَ في تحريمِ ما أحلَّ الله أو تحليلِ ما حرَّمَ اللهُ فقدْ اتَّخذهُمْ أَرْبابًا

وقال ابْنُ عَبَّاسٍ: «يُوشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ: أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُونَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ».

*****

  مُناسَبة ذِكْر هذَا الْباب في كتاب التَّوحيد: لمَّا كانت الطَّاعة مِن أنواع العبَادة نبَّه المُصنِّف رحمه الله بهذَا الباب على وجوب اختصاص الخالق تبارك وتعالى بها، وأنَّه لا يُطاع أحدٌ مِن الخَلْق إلاَّ إذا كانت طاعتُه في غير معصية الله.

«أَرْبَابًا»: أيْ: شُرَكاءَ مع اللهِ في التَّشريع.

«قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ... إلخ»: أيْ: قاله لِمَن نَاظَرَه في مُتعة الحَجِّ وكان هو يأمر بها؛ لأمْر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بها، فاحْتجَّ عليه المُخالِفُ بنهْي أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ عنها، واحْتجَّ ابنُ عَبَّاسٍ بسُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.

«يُوشِكُ»: أيْ: يَقربُ ويدْنُو ويُسرعُ.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلأَْثَر: أنَّ ابنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يتوقَّع أن يُنزل الله عقوبةً مِن السَّماء عاجلةً شنيعةً بمَن يُقدِّم قولَ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما على قولِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ الإيمانَ بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم يقتضي مُتابعتَه وتقديمَ قولِه على قولِ كلِّ أحدٍ كائنًا مَن كان.

مُناسَبة ذِكْره في الْباب: أنَّه يدُلُّ على تحريم طاعة العلماء والأُمراء فيما خالف هدْيَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وأنَّها موجِبةٌ للعقوبة.


الشرح