بابُ: ما
جاء أنَّ بعضَ هذِه الأُمَّةِ يَعْبُدُ الأَوثَان
وقَوْلِه تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ
بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ﴾ [النساء: 51].
****
مُناسَبة هذَا الْبابِ لكتاب التَّوحيد:
أنَّ المُصنِّف لمَّا ذَكَر التَّوحيد وما يُنافيه أو يُنْقِصُه من الشِّرْك ذَكَر
في هذَا البابِ أنَّ هذَا الشِّرْكَ لا بُدَّ أنْ يقع في هذِه الأُمَّةِ، وقَصَد
بذلك الرَّدَّ على عُبَّادِ القبور الذين يفعلون الشِّرْك ويقولون: لا يقع في هذِه
الأُمَّةِ المحمَّديِّة شِرْكٌ، وهم يقولون: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ
رُسُولُ اللهِ.
«الأَْوثَان»: جمع وَثَن، وهو ما
قُصِدَ بنوعٍ من أنواع العبَادة من القبور والمشاهِدِ وغيرِها.
﴿أَلَمۡ تَرَ﴾: ألم تنظر.
﴿ٱلَّذِينَ أُوتُواْ﴾: أُعطُوا، وهم اليَهُودُ والنَّصارَى.
﴿نَصِيبٗا﴾: حظًا.
﴿يُؤۡمِنُونَ﴾: يُصَدِّقُون.
﴿بِٱلۡجِبۡتِ﴾: وهو كلمةٌ تقع على الصَّنَم والكاهن والسَّاحر.
﴿وَٱلطَّٰغُوتِ﴾: مِن الطُّغيان وهو مُجاوزةُ الحدِّ، فكلُّ مَنْ
تجاوز المِقْدارَ والحدَّ فهو طاغوتٌ، والمراد به هنا الشَّيطانُ.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يقول الله - سبحانه - لنبيِّه صلى الله عليه وسلم على وجه التَّعجُّب والاستنكارِ: ألم تنظر إِلى هَؤُلاءِ اليَهُودِ والنَّصَارَى الذين أُعْطُوا حظًا مِن كتاب الله الذي فيه بيان الحقِّ من الباطل ومع هذَا يُصَدِّقُون
الصفحة 1 / 381