وقولِه تعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ
مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ
وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ﴾ [المائدة: 60].
****
بالباطل مِن عبَادة
الأَصنَام والكَهانة والسِّحر، ويطيعون الشَّيطان في ذلك.
مُناسَبة الآْية لِلْباب: أنَّه إذا كان
الذين أوتوا نَصِيبًا من الكِتاب يُؤمنون بالجِبْت والطَّاغوت فهذِه الأُمَّة التي
أوتيت القرآنَ لا يُنْكَرُ ولا يُستبعدُ أن تَعْبُدَ الجِبْتَ والطَّاغوتَ؛ لأنَّ
الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّه سيكون في هذِه الأُمَّةِ مَن يفعل مِثْل
فِعْل اليَهُودِ والنَّصَارَى موافقةً لهم ولو كان يَبْغَضُهَا ويعرف بُطْلانها.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- أنَّهُ سيكون في
هذِه الأُمَّةِ مَن يَعبُدُ الأَوثَان كما حدث لليَهُودِ والنَّصَارَى.
2- أنَّ الإيمان
بالجِبْت والطَّاغوت في هذَا الموضعِ معناه موافقةُ أصحابها ولو كان يَبْغَضُهَا
ويعرف بُطْلانها.
3- أنَّ الكُفْر
بالجِبْت والطَّاغوت واجبٌ في جميع الكُتُب السَّماويَّةِ.
4- وجوبُ العمل
بالعِلْم، وأنَّ مَنْ لم يعمل بعلمه ففيه شَبَهٌ من اليَهُودِ والنَّصَارَى.
﴿قُلۡ﴾: الخِطاب لمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُم﴾: أخبركم.
﴿بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ﴾: الذي ذكرتم في حقِّنا مِن الذَّمِّ زُورًا وبُهْتانًا من قولِكم في حقِّنا: «ما رَأيْنَا شَرًّا مِنْكُمْ».