×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

﴿مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ: أيْ: جزاءً عنده يوم القيامة، نُصِبَ على التَّمييز، وهذَا يَصدُقُ عليكم أنتم أيُّها المُتَّصِفون بهذِه الصِّفات لا نحن.

مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ: طرَده وأبعده مِن رحمته.

﴿وَغَضِبَ عَلَيۡهِ: غضبًا لا يرضى بعده.

﴿وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ: وهم: أصحاب السَّبْت من اليَهُودِ.

﴿وَٱلۡخَنَازِيرَ: وهم كُفَّار مائدة عِيسَى من النَّصَارَى. وقيل: كِلا المَسْخَيْن في أصحاب السَّبْت من اليَهُودِ، فالشَّباب مُسِخُوا قِرَدةً والشُّيُوخُ مُسِخُوا خنازير.

﴿وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ: أيْ: وجعل منهم مَنْ عَبَد الشَّيطانَ أيْ: أطاعه فيما سَوَّل له.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يقول تعالى لنبيِّه: قل لهَؤُلاءِ الذين اتَّخذوا دينكم هُزُوًا ولعِبًا من أهل الكتاب: هل أخبركم بمَنْ ينالُ شرَّ الجزاء يوم القيامة عند الله؛ إنَّه من اتَّصَفَ بهذِه الصِّفات التي هي الإبعاد عن رحمة الله، ونَيْلِ غضبه الدَّائمِ، ومن مُسِخَتْ صورتُهُ ظاهرًا بتحويله إِلى قردٍ أو خِنزيرٍ وباطنًا بطاعة الشَّيطان وإعراضه عن وَحْي الرَّحْمن.

وهذِه الصِّفات إنَّما تنطبق عليكم يا أهلَ الكتاب ومن تَشَبَّهَ بكم، لا عَلَيْنَا.

مُناسَبة الآْية لِلْباب: أنَّه إذا كان في أهل الكتاب مَنْ عبَدَ الطَّاغوت مِنْ دون الله فكذلك يكون في هذِه الأُمَّة مَنْ يفعل ذلك.


الشرح