×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: قولِ: اللهمَّ اغفرْ لِي إنْ شِئْتَ

في الصَّحيح عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ».

ولمُسْلِمٍ: «وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ»([1]).

****

  مُناسَبة هذَا الْباب لكتاب التَّوحيد: لمَّا كان قول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ» يدُلُّ على فُتور الرَّغْبة، وقِلَّةِ الاهتمام بالمطلوب، والاستغناءِ عن الله من ناحيةٍ، ويُشعِر بأنَّ الله - تعالى - قد يضطرُّه شيءٌ إِلى فِعْل ما يُفعَل؛ وفي هذين المحذورَين مضادةٌ للتَّوحيد؛ لذلك ناسَب عقْدُ هذَا الْباب في كتاب التَّوحيد.

«بابُ قَولِ اللَّهُمَّ... إلخ»: أيْ: أنَّه لا يجوز.

«في الصَّحيح»: أيْ: الصَّحيحَين.

«ليَعْزِمَ المَسْألَةَ»: أيْ: ليجزم في طلبته، ويُحقِّقَ رغْبتَه، ويتيقَّنَ الإجابة.

«لا مُكْرِهَ لَه»: أيْ: لا يضطرُّه دُعاءٌ ولا غيرُه إِلى فعْل شيءٍ.

«وَلِيُعَظِّم الرَّغْبَةَ»: بتشديد الظَّاء أنْ يلحَّ في طَلَبِ الحاجة.

«لاَ يَتَعَاظَمُهُ شيءٌ أعْطَاه»: أيْ: لا يكبُرُ ولا يعسرُ عليه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6339)، ومسلم رقم (2679).