بابُ: مَا
جاءَ في السِّحْر
وقَوْلِ اللهِ
تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ
ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾ [البقرة: 102].وقَوْلهِ: ﴿يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ﴾ [النساء: 51].
قال عُمَرُ:
الجِبْتُ: السِّحْرُ، والطَّاغُوتُ: الشَّيطانُ.
وقال جَابِرُ:
الطَّواغِيتُ: كُهَّانٌ كان يَنزلُ عليهم الشَّيطانُ في كُلِّ حيٍّ واحدٌ.
****
مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّه
لمَّا كان السِّحر من أنواع الشِّرْك - إذ لا يأتي السِّحْر بدون الشِّرْك -
عَقَدَ له المُصنِّفُ هذَا البابَ في كتاب التَّوحيد؛ ليُبَيِّن ذلك تحذيرًا منه.
«مَا جَاءَ»: أيْ: مِن
الوَعِيدِ وبيانِ منافاته للتَّوحيد وتَكْفير فاعله.
«في السِّحر»: السِّحر لغةً:
عبارةٌ عمَّا خَفِيَ ولَطُفَ سببُه.
وشرعًا: عزائم ورقًى وكلامٌ
يُتكلَّم به وأدويةٌ وتدخينات وعُقَدٌ، يُؤثِّر في القلوب والأبدان، فيُمرِضُ
ويَقتُلُ ويُفرِّقُ بين المرءِ وزوجِه.
﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ﴾: أيْ: علم اليَهُودُ الذين استبدلوا السِّحر عن
متابعة الرُّسُل.
أيْ: رضي بالسِّحر
عِوَضًا عن شرع الله ودِينِه.
﴿مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾: مِن نصيبٍ.
الصفحة 1 / 381