بابُ: ما
جاءَ مِنَ التَّغليظِ فيمَن عبَدَ الله
عندَ قبرِ
رَجُلٍ صالحٍ فكيفَ إذا عبَدَه
في الصَّحيح عَنْ
عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الحَبَشَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقَالَ:
«أُولَئِك إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوِ العَبْدُ الصَّالِحُ،
بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ
شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ»([1]). فهَؤُلاءِ جمعوا
بين فِتْنَتَيْن: فتنةِ القبور، وفتنةِ التَّماثيل.
*****
مُناسَبة الْباب
لكتاب التَّوحيد: هي بيان أنَّ عبَادة الله عند القبر وسيلةٌ إِلى الشِّرْك المنافي
للتَّوحيد.
«ترجمة أُمِّ
سَلَمَة»: هي أُمُّ المؤمنين هِنْدُ بِنْتُ أُمَيَّةَ المَخْزُومِيَّةُ القُرَشِيَّةُ،
ماتت سنة 62هـ رضي الله عنها.
«ذَكَرَتْ
للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »: أيْ: في مرض موتِه.
«كَنِيسَةً»: بفتح الكاف وكسر
النُّون: معبدُ النَّصَارَى.
«أُولَئِكَ»: بفتح الكاف
وكسرِها.
«الرَّجُلُ
الصَّالِحُ أو العَبْدُ الصَّالِحُ»: هذَا - والله أعلم - شكٌّ من الرَّاوي.
«تِلْكَ الصُّوَر»: أيْ: التي ذكرتْ
أمُّ سَلَمَة.
«فَهَؤُلاءِ... إلخ»: هذَا مِن كلام شيخ الإِسْلام ابنِ تَيْمِيَّة، ذَكَره المُصنِّف كالتَّوضيح لمَعْنى الحديث.
الصفحة 1 / 381