المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: أنَّ أمَّ سَلَمَة وَصَفَتْ عند النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وهو في مرضِ الموت - ما شاهدتْه في مَعْبَدِ النَّصَارَى من صُوَر الآدميِّين، فبيَّن صلى الله عليه وسلم السَّببَ الذي من أجله اتَّخذوا هذِه الصُوَرَ؛ وهو الغُلُوُّ في تعظيم الصَّالحين؛ ممَّا أدَّى بهم إِلى بناء المساجد على قبورهم ونَصْبِ صُوَرِهم فيها، ثم بَيَّن حكْم مَن فعل ذلك بأنَّهم شِرار النَّاس؛ لأنَّهم جمعوا بين محذورَين في هذَا الصَّنيعِ هما: فتنةُ القبور باتِّخاذها مساجدًا، وفتنةُ تعظيم التَّماثيل ممَّا يُؤدِّي إِلى الشِّرْك.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه الدَّلالةِ الواضحةِ على المنْع مِن عبَادة الله عند قبور
الصَّالحين واتِّخاذها مساجدًا؛ لأنَّ ذلك مِن فِعْل النَّصَارَى ومَن فَعَله فهو
من شِرار الخلْق.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- المنعُ مِن
عبَادة الله عند قبور الصَّالحين؛ لأنَّه وسيلةٌ إِلى الشِّرْك، وهو مِن فعْل
النَّصَارَى.
2- التَّحدُّثُ
عمَّا يفعله الكُفَّار؛ ليَحْذَرَه المسلمون.
3- التَّحذيرُ من
التَّصوير ونصب الصُّوَر؛ لأنَّ ذلك وسيلةٌ إِلى الشِّرْك.
4- أنَّ مَن بَنَى
مسجدًا عند قبر رَجُلٍ صالحٍ فهو مِن شِرار الخلْق وإن حَسُنَتْ نيَّتُه.
***