×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

ولهُمَا عنْهَا قالَتْ: «لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا، وَلَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا»([1]). أخرجاه.

****

 «ولهُمَا»: أيْ: البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ، وهو يُغني عن قوله في آخره: أخرجاه، فلعلَّه سَبْقُ قلمٍ.

«عَنْهَا»: أيْ: عَائِشَةَ رضي الله عنها.

«لَمَّا نُزِل»: بضم النُّون وكسرِ الزَّاي أي: نَزَل به ملَكُ الموت.

«طَفِقَ»: بكسر الفاء وفتحِها أي: جَعَل.

«خَمِيصَة»: كِساءٌ له أعلامٌ، أي: خُطوطٌ.

«اغْتمَّ بِها»: أي: غَمَّتْهُ فاحتبس نَفَسُهُ عن الخروج.

«كَشَفَها»: أيْ: أزالها عن وجْهه الشَّريف.

«فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ»: أيْ: في هذِه الحالة الحَرِجَة يُقاسي شِدَّة النَّزع.

«يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا»: أيْ: لَعَنَهم تحذيرًا لأُمَّتِه أن تصنعَ ما صنعوا.

«وَلَوْلاَ ذَلِكَ»: أيْ: لولا تحذير النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ممَّا صنعوا ولعنُه مَن فعَلهُ.

«لأُبْرِزَ قَبْرُه»: أي: لدُفِنَ خارج بيتِه.

«خُشِي»: يُروَى بفتح الخاء بالبناء للفاعل، فيكون المعنى: أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم هو الذي أَمَرَهم بعدم إبراز قبره. ويُروَى بضم الخاء بالبناء للمفعول فيكون المعنى: أنَّ الصَّحابة هُمُ الذين خشوا ذلك فلم يُبْرِزوا قبره.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).