المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِرْصًا منه على
حماية التَّوحيد وتجنيب الأُمَّة ما وقعت فيه الأُمَمِ الضَّالةِ من الغُلُوِّ في
قبور أنبيائهم حتَّى آل ذلك بهم إِلى الشِّرْك جعل - صلى الله عليه وسلم وهو في
سياق الموت ومقاساة شِدَّة النَّزع - يُحذِّر أُمَّتَه أن لا يَغْلُو في قبره
فيتخذوه مسجدًا يُصلُّون عنده؛ كما فعلت اليَهُودُ والنَّصَارَى ذلك مع قبور
أنبيائهم، فصلَّى الله وسلَّم عليه لقد بلَّغ البلاغَ المُبين.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه المنْعَ مِن عبَادة الله عند قبور الأنبياء واتِّخاذها مساجدَ؛
لأنَّه يُفْضِي إِلى الشِّرْك بالله.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- المنعُ من
اتِّخاذ قبور الأنبياء والصَّالحين مساجدَ يُصلَّى فيها لله، لأنَّ ذلك وسيلةٌ
إِلى الشِّرْك.
2- شِدَّةُ اهتمام
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم واعتنائُه بالتَّوحيد وخوفِه أنْ يُعظَّم قبرُه؛
لأنَّ ذلك يُفْضِي إِلى الشِّرْك.
3- جوازُ لعن
اليَهُودُ والنَّصَارَى ومَن فَعَل مثلَ فِعْلِهم مِن البناء على القبور
واتِّخاذها مساجدَ.
4- بيانُ الحِكْمة
مِن دَفْن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في بيته، وأنَّ ذلك لمنْع الافْتتان به.
5- أنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ يَجري عليه ما يَجري على البَشَر مِن الموت وشِدَّة
النَّزع.
***