×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

بابُ: قولِ الله تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [سبأ: 23]

****

  مُناسَبة الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ فيه بيانَ حال الملائكة الذين هم أقوى وأعظمُ مَنْ عُبِد من دون الله فإذا كان حالهم مع الله ما ذُكِر من هيبتهم منه وخشيتِهم له، فكيف يُدْعَوْن مع الله فغيرهم من باب أَوْلَى. ففي ذلك ردٌّ على جميع المشركين الذين يدعون مع الله من لا يُداني الملائكة.

﴿فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ: أُزِيل الفَزَع عن قلوب الملائكة من الغَشْيَة التي تصيبهم عند سماع كلام الله بالوحي إِلى جبريل.

﴿ۡ قَالُواْ: أي قال بعضهم لبعضٍ استبشارًا: ﴿مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ.

﴿قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ: أي: قال اللهُ الحقَّ.

﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ: الذي له علوُّ القدرِ وعلوُّ القهرِ وعلوُّ الذات.

﴿ٱلۡكَبِيرُ: أي الذي لا أكبر ولا أعظمَ منه تبارك وتعالى.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يُخبِر الله - سبحانه - عن الملائكة أنَّها إذا سمعت الوحي من الله إِلى جبريل فَزِعت عند ذلك تعظيمًا وهيبةً وأرْعدت حتَّى يُصيبَها مِثْلُ الغشيِّ، فإذا أُزيل الفَزَع من قلوبهم أخذوا يتساءلون فيقولون: ﴿مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ؟ فيقولون: قال الحقَّ وهو العالي فوق كلِّ شيءٍ، الذي لا أكبر منه ولا أعظم.


الشرح