بابٌ: مِن
الشِّرْكِ أنْ يستغيثَ بغير اللَّه أو يدعو غيرَه
وقَوْلُ الله
تعالى: ﴿وَلَا
تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ
فَإِنَّكَ إِذٗا
مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [يونس: 106].
****
مُناسَبة هذَا الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّه ذكَرَ فيه
نوعًا من أنواع الشِّرْك المُنافي للتَّوحيد وهو أن يستغيث بغير الله أو يدعو
غيرَه.
«أنْ يستغيث»: الاستغاثة طلبُ الغوث،
وهو إزالة الشِّدَّة.
«أو يدعو»: الفرْق بين
الاستغاثة والدُّعاء: أن الاستغاثة لا تكون إلاَّ من المكروب، وأمَّا الدُّعاء
فيكون من المكروب وغيرِه.
﴿مَا لَا يَنفَعُكَ﴾: إنْ عبدتَهُ.
﴿وَلَا يَضُرُّكَۖ﴾: إنْ لم تعبُدْهُ.
﴿فَإِن فَعَلۡتَ﴾: أيْ دعوتَ مِنْ دون الله ما لا ينفعك ولا يضُرُّك.
﴿مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾: مِن المُشركين، فإنَّ الشِّرْك أعظمُ الظُّلْم.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْية: ينهَى اللهُ نبيَّه أنْ يدعوَ أحدًا من سائر المخلوقين
العاجزين عن إيصال النَّفْع ودفْعِ الضُّرِّ، ثم يُبيِّن له حُكْمَهُ لو فُرِضَ
أنْ دعا غيرَ الله بأنَّه يكونُ حينئذٍ من المُشركين، وهذَا النَّهْيُ عامٌ لجميع
الأُمَّة.
مُناسَبة الآْية لِلْباب: أنَّ فيها النَّهْيَ عن دُعاء غير الله، وأنَّه شِرْكٌ يُنافي التَّوحيد.
الصفحة 1 / 381