بابُ:
قولِ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ
وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [الزُّمَر: 67].
****
مُناسَبة هذَا الْباب لكتاب التَّوحيد: أراد المُصنِّف
رحمه الله أنْ يختم كتابه بهذَا الْباب المُشتملِ على النُّصوص الدَّالة على
عَظَمة الله وخُضوعِ المخلوقات له، ممَّا يدُلُّ على أنَّه هو المُستحقُّ للعبَادة
وحْدَه، وأنَّ له صفاتِ الكمال ونعوتِ الجلال.
بابُ قولِ الله
تعالى: أيْ: ما جَاءَ في معنى هذِه الآيةِ الكريمةِ مِن الأحاديث والآثارِ.
﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ﴾: أيْ: ما عظَّم المشركون اللهَ حقَّ تعظيمه؛ إذ عبدوا معه غيرَه.
﴿وَٱلۡأَرۡضُ﴾إلخ: جملةٌ حاليةٌ.
﴿جَمِيعٗا﴾: أي: بجميع جِهاتها
وطبقاتها.
﴿ۚ سُبۡحَٰنَهُۥ﴾: تنزيهًا له.
﴿وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾: أي عما يشركون به من الأَصنَام والأندادِ العاجزةِ الحقيرةِ.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: يُخبِر الله - تعالى - أنَّ المشركين ما عظَّموا الله حقَّ تعظيمه؛ حيث عبدوا معه غيرَه، وهو العظيم الذي لا أعظمَ منه، القادرُ على كلِّ شيءٍ، المالكُ لكلِّ شيء،
الصفحة 1 / 381