بابُ: ما
جاءَ في كثرةِ الحَلِفِ
وقولِ اللهِ تعالى: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ﴾ [المائدة: 89].
عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله
عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْحَلِفُ
مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ»([1]) أخرجاه.
****
مُناسَبة هذَا
الْباب لكتاب التَّوحيد: أنَّ مِن كمال التَّوحيد احترامَ اسْمِ اللهِ وعدمَ
امتهانه بكثرة الحلِف؛ لأنَّ ذلك يدُلُّ على الاستخفاف به وعدمِ التَّعظيم له.
«ما جَاءَ في كثْرة
الحَلِف»: أيْ: مِن النَّهْي عنه، والحَلِف: بفتح الحاء وكسر اللاَّم: اليَمينُ.
﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ﴾: أيْ: لا تحلِفوا، وقيل: لا تتركوها بغير تكفير، وقيل: لا تحْنَثُوا.
«مَنْفَقَةٌ»: بفتح الميم والفاء
مَفْعَلةٌ، من النَّفاق بفتح النون وهو: الرَّواج.
«للسِلْعة»: بكسر السِّين:
المتاع.
«مَمْحَقَةٌ»: بفتح الميم والحاء
من المحْق وهو: النَّقْص والمَحْو.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُحذِّر صلى الله عليه وسلم مِن التَّهاوُن بالحَلِف وكثرةِ استعماله؛ لترويج السِّلَع وجلْب الكَسْب، فإنَّ الإِنسَان إذا حَلَف على سِلْعةٍ أنَّه أُعْطِي فيها كَذا وكَذا أو أنَّه اشتراها بكَذا وهو كاذبٌ،
الصفحة 1 / 381