×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وعن سَلْمَانَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: أُشَيْمِطٌ زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللهَ بِضَاعَتَهُ، لاَ يَشْتَرِي إلاَّ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَبِيعُ إلاَّ بِيَمِينِهِ»([1]) رواه الطَّبَرَانِيُّ بسندٍ صحيحٍ.

*****

فقد يظُنُّه المُشتري صادقًا فيما حَلَف عليه فيأخذها بزيادةٍ على قيمتها تأثُّرًا بيمين البائع، وهو إنَّما حَلَف طمَعًا في الزِّيادة؛ فيكون قد عصى اللهَ، فيُعاقَبُ بمحْق البركة.

مُناسَبة الْحديث لِلْباب: أنَّ فيه التَّحذيرَ مِن استعمال الحَلِفِ لأجْل ترويج السِّلَع، وبيانَ ما يترتَّب على ذلك مِن الضَّرر.

ما يُستفاد من الْحديث:

1- التَّحذيرُ مِن استعمال الحَلِف لأجْل ترويج السِّلَع؛ لأنَّ ذلك امتهانٌ لاسْم الله - تعالى - وهو ينقُص التَّوحيد.

2- بيانُ ما يترتَّب على الأَيْمان الكاذبةِ من المضارِّ.

3- أنَّ الكسْبَ الحرامَ وإنْ كَثُرت كمِّيته فإنَّه منزوعُ البركةِ لا خيرَ فيه.

التَّراجم: سَلْمَان لعلَّه أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَلْمَانُ الفارسيُّ، أصْلُه من أصْبَهَانَ أو رامَ هُرْمُزٍ، أسلم عند قُدوم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وشَهِد الخَنْدَقَ وغيرَها، تُوُفِّيَ سنة 36هـ رضي الله عنه.

«لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ»: هذَا وعيدٌ شديدٌ في حقِّهم؛ لأنَّه - سبحانه - يُكلِّم أهلَ الإيمان.


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (6111).