«ولاَ
يُزَكِّيهِمْ»: أي: لا يُثني عليهم ولا يُطهِّرهم مِن دنَس الذُّنوب.
«ولَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ»: مُوجِعٌ؛ لأنَّهم لمَّا عَظُم ذنْبُهم عَظُمَت عقوبتُهم.
«أُشَيْمِط»: تصغير أشْمَط، وهو
الذي في شعره شمَطٌ أي شيْبٌ، وصُغِّر تحقيرًا له.
«زانٍ»: أي: يرتكب فاحشةَ
الزِّنا مع كِبَر سِنِّه.
«وعَائلٌ
مُستَكْبِر»: العائل: الفقير أي: يتكبَّر مع أنَّه فقيرٌ، والكِبْر: بَطَر الحقِّ
وغَمْطُ النَّاس.
«جَعَلَ اللهُ
بِضَاعَتَهُ»: أيْ: جعل الحَلِفَ بالله بضاعةً له؛ لكثرة استعماله في البيع والشِّراءِ.
المَعْنى
الإْجْماليُّ: يُخبِر صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أصنافٍ من العُصاة يُعاقَبون أشدَّ
العقوبة؛ لشناعة جرائمهم.
أحَدُهُم: مَن يرتكب فاحشة
الزِّنا مع كِبَر سِنِّه؛ لأنَّ داعي المعصية ضعيفٌ في حقِّه، فدلَّ على أنَّ
الحامل له على الزِّنا محبَّة المعصية والفُجورِ، وإن كان الزِّنا قبيحًا من كلِّ
أحدٍ فهو مِن هذَا أشدُّ قُبحًا.
الثَّاني: فقيرٌ يتكبَّر على
النَّاس، والكِبْر وإن كان قبيحًا من كلِّ أحدٍ لكنَّ الفقير ليس له مِن المال ما
يدعوه إِلى الكِبْر، فاستكبارُه مع عدم الدَّاعي إليه يدُلُّ على أنَّ الكِبْر
طبيعةٌ له.
الثَّالث: مَن يجعل الحَلِفَ بالله بِضاعةً له يكثُر من استعماله في البيعِ والشِّراءِ فيَمْتَهِن اسمَ اللهِ ويجعله وسيلةً لاكتساب المال.