في الصَّحيح عن
أَبِي هُريرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ
الخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيلَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ
يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ، طُوبَى
لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ،
مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ،
وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ
يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ»([1]).
****
مُناسَبة ذِكْر الآيتين
في الْباب: أنَّهما بيَّنَتَا حُكْمَ من أراد بعمله الدُّنْيا ومآلُه في الدُّنْيا
والآخرة.
ما يُستفاد من
الآيتين:
1- فيهما أنَّ
الشِّرْكَ مُحبِطٌ للأعمال، وأنَّ إرادةَ الدُّنْيا وزينتِها بالعمل مُحبِطةٌ له.
2- فيهما أنَّ الله
قد يُجزي الكافرَ وطالبَ الدُّنْيا بحَسَنَاتِه في الدُّنْيا ولا يبقى له في
الآخرة حسنةٌ يُجازَى بها.
3- فيهما التَّحذيرُ
الشَّديدُ مِن إرادةِ الدُّنْيا بعمل الآخرة.
4- فيهما الحَثُّ
على إرادة الآخرة بالأعمال الصَّالحةِ.
«في الصَّحيح»: أيْ: صحيح
البُخَارِيُّ.
«تَعِسَ»: بكسر العين: سَقَط،
والمراد هنا: هَلَك.
«الخَمِيصَة»: ثوبُ خزٍّ أو صُوفٌ مُعلَّمٌ، كانت من لباس النَّاس قديمًا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2887).