مؤكَّدًا أنَّه لا
يغفر لعبدٍ لقيَه وهو مُشْرِكٌ به ليُحَذِّرنا من الشِّرْك، وأنَّه يغفر ما دون
الشِّرْك من الذُّنوب لمن يشاء أن يغفر له تفضُّلاً وإحسانًا؛ لئلا نَقْنَط مِن
رحمة الله.
المَعْنى
الإْجْماليُّ للآية الثَّانيةِ: أنَّ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عليه الصلاة والسلام
يدعو ربَّه عز وجل أن يجعله هو وبَنِيه في جانبٍ بعيدٍ عن عبَادة الأَصنَام وأن
يُباعِد بينه وبينها، لأنَّ الفتنة بها عظيمةٌ ولا يأمن الوقوعَ فيها.
مُناسَبة الآيتين
لِلْباب: أنَّ الآيةَ الأُولى تدُلُّ على أنَّ الشِّرْك أعظم الذُّنوب؛ لأنَّ مَن
مات عليه لا يُغفَر له، وهذَا يُوجب للعبد شِدَّة الخوف من هذَا الذَّنْب الذي
هذَا شأنُه، والآية الثَّانيةُ تدُلُّ على أنَّ إِبْرَاهِيمَ خاف الشِّرْك على
نفسه ودعا الله أن يُعافيَه منه، فما الظَّنُّ بغيرِه، فالآيتان تدُلاَّن على وجوب
الخوف من الشِّرْك.
ما يُستفاد من
الآيتين:
1- أنَّ الشِّرْكَ
أعظم الذُّنوب؛ لأنَّ الله - تعالى - أخبر أنَّه لا يغفره لمن لم يَتُبْ منه.
2- أنَّ ما عدا
الشِّرْك من الذُّنوب إذا لم يَتُبْ منه داخلٌ تحت المشيئة - إن شاء اللهُ غَفَره
بلا توبةٍ، وإن شاء عذَّب به - ففي هذَا دليلٌ على خطورة الشِّرْك.
3- الخوفُ مِن
الشِّرْك، فإنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام - وهو إمام الحُنَفاء والذي كسَّر
الأَصنَام بيده - خافه على نفسه فكيف بمَنْ دونه.
1- مشروعيَّةُ الدُّعاءِ لدفع البلاء، وأنَّه لا غِنًى للإِنسَان عن ربِّه.