وفي الحديث:
«إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ» قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ»([1]).
****
2- مشروعيَّةُ
دُعاءِ الإِنسَان لنفسه ولذُرِّيَّتِه.
3- الرَّدُّ على
الجُهَّال الذين يقولون: لا يقع الشِّرْك في هذِه الأُمَّة فَأَمِنُوا منه فوقعوا
فيه.
وفي الحديث: أي الحديث الذي
رواه الإمامُ أَحْمَدُ والطَّبْرَانِيُّ وابنُ أَبِي الدُّنْيَا والْبَيْهَقِيُّ.
«أَخْوَفَ مَا
أَخَافُ عَلَيْكُمُ»: أيْ أشدُّ خوفًا أخافُه عليكم.
«الرِّيَاءُ»: إظهار العبَادة
لقَصْد رُؤيةِ النَّاسِ لها فيحْمِدونه عليها.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: لكمال شفقته صلى الله عليه وسلم ورحمتِه بأُمَّته ونُصْحِه لهم بحيث لم يترك خيرًا إلاَّ دلَّهم عليه ولا شرًا إلاَّ حذَّرهم منه، ومن الشَّرِّ الذي حذَّر منه الظُّهورُ بمَظْهَر العبَادة لقصد تحصيل ثناء النَّاس؛ لأنَّه شِرْكٌ في العبَادة - وهو وإن كان شِرْكًا أصغرَ فخطره عظيمٌ، لأنَّه يُحبِط العمل الذي قارنه - ولمَّا كانت النفوس مجبولةً على محبَّة الرِّئاسة والمنزلةِ في قلوب الخَلْق إلاَّ مَن سَلَّم الله كان هذَا أخوفَ ما يُخاف على الصَّالحين - لقُوَّة الدَّاعي إليه - بخلاف الدَّاعي إِلى الشِّرْك الأكبر، فإنَّه إمَّا معدومٌ في قلوب المُؤمنين الكاملين وإمَّا ضعيفٌ.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23630)، والطبراني في «الكبير» رقم (4301).