ثم ذَكَر له حالةً
أحسنَ ممَّا فعل، وهي التَّرَقِّي إِلى كمال التَّوحيد بترك الأمور المكروهةِ مع
الحاجة إليها، توكُّلاً على الله، كحالة السَّبعين ألْفًا الذين يدخلون الجَنَّة
بلا حسابٍ ولا عذابٍ، حيث وَصَفَهم الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بأنَّهم يتركون
الرُّقْيَة والكَيَّ تحقيقًا للتَّوحيد، ويأخذون بالسَّبب الأقوى وهو التَّوكُّل
على الله، ولم يسألوا أحدًا غيرَه شيئًا من الرُّقْيَة فما فوقها.
مُناسَبة الحديث
لِلْباب: أنَّ فيه شيئًا من بيان معنى تحقيق التَّوحيد وثواب ذلك عند الله تعالى.
ما يُستفاد من
الحديث:
1- فضيلةُ
السَّلَفِ، وأنَّ ما يروْنَه من الآيات السَّماويَّةِ لا يَعُدُّونَه عادةً، بل
يعلمون أنَّه آيةٌ من آيات الله.
2- حِرْصُ السَّلَفِ
على الإخلاص، وشدَّةُ ابتعادهم عن الرِّياء.
3- طلبُ الحُجَّةِ
على صحة المذهب، وعنايةُ السَّلَف بالدَّليل. 4- مشروعيَّةُ الوقوفِ عند الدَّليل
والعملُ بالعِلْم، وأنَّ من عَمِل بما بَلَغَه فقد أحسن.
5- تبليغُ العلمِ
بتلطُّفٍ وحِكْمةٍ.
6- إباحةُ
الرُّقْيَةِ.
7- إرشادُ مَنْ أخذ
بشيءٍ مشروعٍ إِلى ما هو أفضل منه.
8- فضيلةُ نَبِيِّنا
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حيث عُرِضَتْ عليه الأُمَم.
9- أنَّ الأنبياءَ متفاوتون في عدد أتباعهم.