×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالْيأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَالأَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ»([1]).

وعن ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِْشْرَاكُ بِاللهِ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَالأَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ»([2]). رواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ.

*****

الملائكةُ: ﴿فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ [الحجر: 55] أي: الآيِسِين، فأجابهم بأنَّه ليس بقانطٍ؛ لكنَّه قال ذلك على وجه التَّعجُّب.

ما يُستفاد من الآْيتين:

1- في الآية الأُولى: التَّحذير مِن الأمْن مِن مكر الله، وأنَّه مِن أعظم الذُّنوب.

2- في الآية الثَّانيةِ: التَّحذير مِن القُنوط مِن رحمة الله، وأنَّه مِن أعظم الذُّنوب.

3- في الآيتَيْن أنَّه يجب على المؤمن أن يجمع بين الخوف والرَّجاءِ، فلا يُغَلِّبُ جانبَ الرَّجاء فيَأْمَنُ من مكر الله، ولا يُغَلِّبُ جانبَ الخوف فيَيْأسُ من رحمة الله.

4- أنَّ الخوفَ والرَّجاءَ مِن أنواع العبَادة التي يجب إخلاصها لله وحْدَه لا شريك له.

«الكَبَائِر»: جمْع كبيرة وهي: كلُّ ذنْبٍ توعَّد اللهُ صاحبَه بنارٍ أو لعنةٍ أو غضبٍ أو عذابٍ أو نفْي الإيمان، أو رتَّب الله عليه حَدًّا في الدُّنْيا.

«الشِّرْك بالله»: في رُبوبيَّته وعُبوديَّته.


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في «الشعب» رقم (287) من قول ابن عباس رضي الله عنهما

([2])  أخرجه: عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (19701)، والطبراني في «الكبير» رقم (8784).