وعن أَبِي
هُرَيرَةَ رضي الله عنه مرفوعًا: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا
أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي
غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» رواه مُسْلِمٌ([1]).
****
المَعْنى
الإْجْماليُّ: يأمر الله - تعالى - نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يُخبِر النَّاس أنَّه
بشرٌ مثلُهم في البَشَريَّة، ليس له من الرُّبُوبِيَّة والأُلوهِيَّة شيءٌ،
وإنَّما مُهِمَّته إبلاغ ما يُوحيه الله إليه، وأهَمُّ ما أُوحِي إليه أنَّ
المعبودَ حقًّا معبودٌ واحدٌ - هو الله - لا يجوز أنْ يُشرِك معه أحدٌ في
العبَادة، ولا بُدَّ من المصير إليه في يوم القيامة، فالذي يرجو النَّجاة في هذَا
اليوم مِن عذاب الله يستعدُّ له بالعمل الخالصِ مِن الشِّرْك المُوافقِ لِما
شَرَعَه الله.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّ فيها الأمْرَ بإخلاصِ العمل من الشِّرْك الذي منه الرِّياءُ.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- أنَّ أصْلَ
الدِّين هو إفراد الله بالعبَادة.
2- أنَّ الرِّياءَ
شِرْكٌ.
3- أنَّ الشِّرْك
الواقعَ من المشركين هو الشِّرْكُ في العبَادة.
4- أنَّه لا يجوز أن
يُعبدَ مع الله أحدٌ، لا من الأَصنَام، ولا من الأنبياء والصَّالحين، ولا غيرِهم.
«أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ»: أيْ: عن مشاركة أحدٍ، وعن عملٍ فيه شِرْكٌ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2985).