×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وعنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا خَيْرَنَا، وَابْنَ خَيْرِنَا، وَسَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللهُ عز وجل »([1]). رواه النَّسَائِيُّ بسندٍ جيِّدٍ.

****

 «يَا خَيرَنَا»: أي: أفْضَلَنا.

«يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ»: أي: يُزيِّنُ لكم هواكم، أو يُذهبُ بعقولكم.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: كَرِهَ صلى الله عليه وسلم مدْحَه بهذِه الألفاظ ونحوِها؛ لئلاَّ يكونَ ذلك وسيلةً إِلى الغُلُوِّ فيه والإطراءِ؛ لأنَّه قد أكمل الله له مقامَ العُبوديَّة، فصار يكرَهُ أنْ يُبالَغُ في مدْحه؛ صيانةً لهذَا المقام، وإرشادًا للأُمَّة إِلى ترْك ذلك؛ نُصْحًا لهم وحمايةً للتَّوحيد. وأرْشَدَهم أنْ يَصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبد، وقد وصفه الله بهما في مواضعَ وهما: عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ، ولا يُريد أنْ يرفعوه فوق هذِه المنزلة التي أنزله الله إيَّاها.

مُناسَبة الْحديث لِلْباب: أنَّه صلى الله عليه وسلم نَهَى أن يُمدح بغير ما وَصَفه الله به؛ صيانةً للتَّوحيد وسدًّا لباب الغُلُوِّ المُفْضِي إِلى الشِّرْك.

ما يُستفاد من الْحديث:

1- النَّهْيُ عن الغُلُوِّ في المدْح، وتكلُّفِ الألفاظ في ذلك؛ لئلاَّ يُفْضِي إِلى الشِّرْك.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (10007)، وأحمد رقم (12551)، وعبد بن حميد في «مسنده» رقم (1309).