×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وقال ابن جَرِيرٍ: حدَّثَني يُونُسُ، أنبأنَا ابنُ وَهْبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ: حدَّثَنِي أَبِي قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ فِي الْكُرْسِيِّ إلاَّ كَدَرَاهِمَ سَبْعَةٍ أُلْقِيَتْ فِي تُرْسٍ»، قالَ: وقالَ أَبُو ذَرٍّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا الْكُرْسِيُّ فِي الْعَرْشِ إلاَّ كَحَلَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ أُلْقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَيْ فَلاَةٍ مِنَ الأَْرْضِ».

****

4- أنَّ هذِه العلوم الجليلةَ التي في التَّوراة باقيةٌ عند اليَهُودِ الذين في زمن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لم يُنكِروها ولم يحرِّفوها.

5- تفرُّدُ اللهِ - سبحانه - بالمُلْك وزوالُ كلِّ مُلْكٍ لغيره.

«تُرْس»: بضم التَّاء: القاعُ المستديرُ المتَّسعُ، والتُّرْسُ أيضًا صفحةُ فولاذٍ تُحْمَل لاتِّقاء السَّيف، والمراد هنا المعنى الأوَّلُ.

«فَلاَةٍ»: هي الصَّحراء الواسعةُ.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديثَين: يُخبِر صلى الله عليه وسلم عن عَظَمة الكُرْسِيِّ والعرشِ، وأنَّ السَّماواتِ السَّبعَ على سَعتها وكثافتِها وتباعُدِ ما بينها بالنِّسْبة لسَعَة الكُرْسِيِّ كسبعة دراهمَ وُضِعَتْ في قاعٍ واسعٍ، فماذا تشغل منه؟، إنَّها لا تشغل منه إلاَّ حيِّزًا يسيرًا.

كما يُخبِر صلى الله عليه وسلم في حديثِ أَبِي ذَرٍّ أنَّ الكُرْسِيَّ مع سَعتِه وعَظَمتِه بالنِّسْبة للعرْش كَحَلْقةِ حديدٍ وُضِعَتْ في صحراءَ واسعةٍ مِن الأرض؛ وهذَا يدُلُّ على عَظَمة خالقها وقُدرتِه التَّامَّةِ.

مُناسَبة ذِكْر الحَدِيثَينِ في الْباب: أنَّهما يدُلاَّن على عَظَمةِ اللهِ وكمالِ قُدْرتِهِ وقُوَّة سُلْطانه.


الشرح