ترجمة المقريزي
****
هو:
أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم، أبو العباس الحسيني العبيدي،
البعلي الأصل، القاهري، الحنفي الشافعي، مؤرخ الديار المصرية.
يعرف
بابن المقريزي؛ وهي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة.
ولد
قرابة سنة 766 هـ بالقاهرة، ونشأ بها نشأة حسنة؛ فحفظ القرآن، وسمع من جماعة من
الشيوخ، وحج فسمع بمكة من علمائها، وسمع في الشام من جماعة، واشتغل كثيرًا، وطاف
على الشيوخ، ولقي الكبار، وجالس الأئمة، أحب الحديث فواظب عليه، ونظر في عدة فنون،
وشارك في الفضائل، وقال النظم والنثر، وناب في الحكم، وكتب التوقيع، وولي الحسبة
بالقاهرة غير مرة، والخطابة بجامع عمرو، والإمامة بجامع الحاكم، وقراءة الحديث
بالمؤيدة.
دخل
دمشق مرارًا وتولى بها التدريس، ثم أعرض عن جميع ذلك وأقام ببلده عاكفًا على
الاشتغال بالتاريخ حتى اشتهر به ذكره، وبعد فيه صيته، وصارت له فيه جملة تصانيف؛
كـ«الخطط والآثار» للقاهرة.
وكان
إمامًا بارعًا، مفننًا متقنًا ضابطًا، دَيِّنًا خيِّرًا، محبًّا لأهل السنة، يميل
إلى الحديث والعمل به، واتصل بالملك الظاهر برقوق، فدخل دمشق مع ولده الناصر سنة
810 هـ، وعرض عليه قضاؤها فأبى، وعاد إلى مصر، وتوفي بها سنة 845 هـ.
قال عنه الإمام الشوكاني: «كان متبحرًا في التاريخ على اختلاف أنواعه، ومؤلفاته تشهد له بذلك، وإن جحده السخاوي؛ فذلك دأبه في غالب أعيان معاصريه».