×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَلاَ قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ جَعَلَ لَهُ صَاحِبَةً وَوَلَدًا أو جَعَلَهُ يَحِلُّ فِي مَخْلُوقَاتِهِ أو جَعَلَهُ عَيْنَ هَذَا الوُجُودِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَلاَ قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ جَعَلَ لَهُ صَاحِبَةً وَوَلَدًا» صاحبة يعني: زوجة. وهم النصارى، والمشركون من العرب الذين نسبوا البنات إلى الله عز وجل والنصارى نسبوا المسيح إلى الله، واليهود نسبوا عزيرًا إلى الله: {وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ} [التوبة: 30].

فهؤلاء ما قدروا الله حق قدره؛ لأن الولد يشبه الوالد، والله لا شبيه له، ولأن الولد جزء من الوالد، والله عز وجل لا يكون له ولد فيكون جزء منفصلاً عنه سبحانه وتعالى ! وأيضًا الوالد محتاج إلى الولد، والله ليس بحاجة إلى أحد: {قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۢ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} [يونس: 68].

قوله رحمه الله: «أَوْ جَعَلَهُ يَحِلُّ فِي مَخْلُوقَاتِهِ» كذلك ما قدر الله حق قدره من نفى عنه العلو والاستواء على العرش، وجعله حالًّا في مخلوقاته، وجعله في كل مكان! هؤلاء حلولية -والعياذ بالله- هذا كفر أكبر؛ لأنهم لم ينزهوا الله سبحانه وتعالى ولم يثبتوا له العلو والاستواء على العرش، جعلوه مختلطًا بالخلق!

بل منهم من يقول: «إنه حال في المخلوقات؛ إنه حل في المسيح ابن مريم، وحل في الأولياء والصالحين»! حتى يقول بعضهم: «ما في الجبة إلا الله»! الجبة التي يلبسها، يزعم أن الله فيها! تعالى الله عما يقولون،


الشرح