×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 فَكَيْفَ مَنِ اتَّخَذَ القُبُورَ أَوْثَانًا تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ ؟! فَهَذا لَمْ يَعْلَمْ قَوْلَ الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ} [الفاتحة: 5]. وَفِي «الصَّحِيحِ» عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّـهُ قَالَ: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1]).

****

الشرح

قوله رحمه الله: «فَكَيْفَ مَنِ اتَّخَذَ القُبُورَ أَوْثَانًا تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ؟!» أي: كيف إذا صلى لها، ودعا أصحابها، واستغاث بهم، واتخذها أوثانًا تعبد من دون الله، ويتقرب إليها بالعبادة؟!

والوثن: هو ما عبد من دون الله، سواء كان على صورة إنسان، أو كان شجرًا، أو حجرًا، أو قبرًا، فكلها أوثان. فالوثن هو: ما عبد من دون الله على أي شكل كان؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([2])، فجعل عبادة القبر عبادة للوثن، وإن كان قبر نبي، فلا يجوز التقرب إلى الأموات بالاستغاثة والذبح والنذر والصلاة عندها والتبرك بها، وسيأتي ما يشرع للقبور ولا يشرع.

قوله رحمه الله: «فَهَذا لَمْ يَعْلَمْ قَوْلَ الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ}» أي: لم يفهم معنى {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ}، وأنه حصر للعبادة في الله، فهذا عبد غير الله، فكيف يقرأ هذه الآية بلسانه ويخالفها بفعله فيعبد غير الله؟!


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).

([2])أخرجه: مالك في الموطأ رقم (85).