وَلاَ
قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ رَفَعَ أَعْدَاءَ رَسُولِهِ وَأَهْلِ
بَيْتِهِ، وَجَعَلَ فِيهِم المُلْكَ، وَوَضَعَ أَوْلِيَاءَ رَسُولِهِ وَأَهْلِ
بَيْتِهِ.
وَهَذَا
يَتَضَمَّنُ غَايَةَ القَدْحِ فِي الرَّبِّ؛ تَعَالَى اللهُ عَنْ قَوْلِ
الرَّافِضَةِ.
وَهَذَا
مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي رَبِّ العَالَمِينَ: إِنَّهُ
أَرْسَلَ مَلِكًا ظَالِمًا فَادَّعَى النُّبُوَّةَ، وَكَذَبَ عَلَى اللهِ،
وَمَكَثَ زَمَنًا طَوِيلاً يَقُولُ: أَمَرَنِي بِكَذَا، ونَهَانِي عَنْ كَذَا،
وَيَسْتَبِيحُ دِمَاءَ أَبْنَاءِ اللهِ وَأَحِبَّائِهِ، وَالرَّبُّ - تَعَالَى -
يُظْهِرُهُ وَيُؤَيِّدُهُ، وَيُقِيمُ الأَدِلَّةَ وَالمُعْجِزَاتِ عَلَى صِدْقِهِ،
ويُقْبِلُ بِقُلُوبِ الخَلْقِ وَأَجْسَادِهِمْ إِلَيْهِ، وَيُقِيمُ دَوْلَتَهُ
عَلَى الظُّهُورِ والزِّيَادَةِ، وَيُذِلُّ أَعْدَاءَهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِ
مِائَةِ عَامٍ.
فَوَازِنْ
بَيْنَ قَوْلِ هَؤُلاَءِ وَقَوْلِ إِخْوَانِهِمْ مِنَ الرَّافِضَة؛ تَجِدُ
القَوْلَيْنِ سَوَاءً.
****
الشرح
قوله رحمه الله: «وَلاَ قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ رَفَعَ أَعْدَاءَ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَجَعَلَ فِيهِم المُلْكَ، وَوَضَعَ أَوْلِيَاءَ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ» كذلك الرافضة الذين يقولون: «إن الخلافة لعلي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الوصي، ولكن اغتصبها أبو بكر وعمر وعثمان، اغتصبوها منه، والصحابة رضي الله عنهم وافقوهم على ذلك؛ فهم ظلمة»! فهؤلاء ما قدروا الله حق قدره، هل الله عاجز أن يجعل عليًّا محل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويترك هؤلاء يغتصبون؟! ما يمكن هذا أبدًا، وقد دفن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم وهما مغتصبان؟! حتى إن بعضهم يقول: «أنا لا أومن برسول خليفته أبو بكر، لكني أومن برسول خليفته علي»! وعلي من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولكن ليس هو الوصي بعد الرسول.
الصفحة 1 / 309