×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

فهؤلاء ما قدروا الله حق قدره؛ حيث ظنوا أنه مكن هؤلاء من انتزاع الحق من صاحبه، وأعانهم على ذلك، وأثنى عليهم، ورفعهم حتى دفنوا إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم !

قوله رحمه الله: «وَلاَ قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ رَفَعَ أَعْدَاءَ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَجَعَلَ فِيهِم المُلْكَ، وَوَضَعَ أَوْلِيَاءَ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ» أي: أذلهم، فهل هذا يليق بالله سبحانه وتعالى ؟!

قوله رحمه الله: «وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي رَبِّ العَالَمِينَ: إِنَّهُ أَرْسَلَ مَلِكًا ظَالِمًا فَادَّعَى النُّبُوَّةَ، وَكَذَبَ عَلَى اللهِ» يعنون: محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ يقولون: «محمد ملك ظالم، وليس برسول»! يا سبحان الله! ملك ظالم والله يعطيه ويمهله وينصره ويثني عليه؟! {وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلٗاۚ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ} [الرعد: 43] يعني: الله شاهد على هذا الشيء ويعزه وينصره.

هذا ظن بالله ظن السوء، والعياذ بالله.

قوله رحمه الله: «وَمَكَثَ زَمَنًا طَوِيلاً يَقُولُ: أَمَرَنِي بِكَذَا، ونَهَانِي عَنْ كَذَا، وَيَسْتَبِيحُ دِمَاءَ أَبْنَاءِ اللهِ وَأَحِبَّائِهِ، وَالرَّبُّ - تَعَالَى - يُظْهِرُهُ وَيُؤَيِّدُهُ، وَيُقِيمُ الأَدِلَّةَ وَالمُعْجِزَاتِ عَلَى صِدْقِهِ، ويُقْبِلُ بِقُلُوبِ الخَلْقِ وَأَجْسَادِهِمْ إِلَيْهِ، وَيُقِيمُ دَوْلَتَهُ عَلَى الظُّهُورِ والزِّيَادَةِ، وَيُذِلُّ أَعْدَاءَهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِ مِائَةِ عَامٍ» فهذا قول اليهود الذين ينكرون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقولون: «إنه ملك ظالم»! يسيئون الظن بالله: أنه نصره ومكنه، وجعل حبه في قلوب البشرية، وآمن به أغلب أهل الأرض، وانتشر دينه في المشارق والمغارب، فهل الله عاجز عن أن يمنع هذا؟! هذا دليل على أنه صادق، وإلا لما مكنه الله عز وجل فالله يقصم المتنبئين،


الشرح