وَقَدْ حَمَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
جَانِبَ التَّوْحِيدِ أَعْظَمَ حِمَايَةٍ؛ تَحْقِيقًا لِقوله تعالى: {إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ}، حَتَّى نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ
فِي هَذَيْنِ الوَقْتَيْنِ؛ لِكَوْنِهِ ذَرِيعَةً إِلَى التَّشَبُّهِ بِعُبَّادِ
الشَّمْسِ الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهَا فِي هَاتَيْنِ الحَالَتَيْنِ ([1]). وَسَدَّ صلى الله عليه وسلم
الذَّرِيعَةَ بِأَنْ مَنَعَ الصَّلاَةَ مِنْ بَعْدِ العَصْـرِ والصُّبْحِ؛
لاِتِّصَالِ هَذَيْنِ الوَقْتَيْنِ بِالوَقْتَيْنِ اللَّذَيْنِ يَسْجُدُ
المُشْرِكُونَ فِيهِمَا لِلشَّمْسِ.
****
الشرح
النبي
صلى الله عليه وسلم بين التوحيد أولاً ووضحه لأمته، ثم حماه من أن يغير أو أن يدخل
فيه شيء مبتدع، فسد الوسائل التي تفضي إلى الشرك.
قوله
رحمه الله:
«حَتَّى نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ فِي
هَذَيْنِ الوَقْتَيْنِ» نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ونهى عن
الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس؛ لأن المشركين يعبدون الشمس عند غروبها، وعند
طلوعها، فيسجدون لها إذا بزغت، ويسجدون لها إذا غربت، فنحن لا نتشبه بهم في هذين
الوقتين، فلا نصلي لله في هذين الوقتين؛ لأن هذا فيه التشبه بعباد الشمس عند
غروبها أو عند طلوعها، هذا من سد الوسائل التي تفضي إلى الشرك.
قوله رحمه الله: «بِعُبَّادِ الشَّمْسِ الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهَا فِي هَاتَيْنِ الحَالَتَيْنِ» عند الغروب وعند الشروق يسجدون لها، يسجد لها الكفار، فنهينا عن الصلاة في هاتين الوقتين.
الصفحة 1 / 309