وَأَمَّا السُّجُودُ لِغَيْرِ اللهِ؛
فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: «لاَ
يَنْبَغِي لأَِحَدٍ أَنْ يَسُجَدَ لأَِحَدٍ إِلاَّ للهِ» ([1]).
وَ«لاَ يَنْبَغِي» فِي كَلاَمِ اللهِ
وَرَسُولِهِ إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ لِلَّذِي هُوَ فِي غَايَةِ الامْتِنَاعِ؛
كَقوله تعالى:
{وَمَا
يَنۢبَغِي لِلرَّحۡمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم: 92]، وَقوله تعالى: {وَمَا عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا
يَنۢبَغِي لَهُۥٓۚ}
[يس: 69]،
وَقوله تعالى:
{وَمَا
تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢١٠ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا
يَسۡتَطِيعُونَ ٢١١}
[الشعراء:
210، 211]، وَقوله تعالى: {مَا
كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ} [الفرقان: 18].
****
الشرح
السجود
لا يكون إلا لله عز وجل وكذا الركوع والانحناء من باب التحية والتعظيم لا يجوز؛
لأنه هذه عبادة لغير الله عز وجل.
يبين
المؤلف كلمة: «لا ينبغي» في كلام الله
ورسوله أنها في غاية الامتناع والنهي، فهي كلمة فيها غاية النهي والتحذير العظيم
عن الشيء.
قال
الله - تعالى - في حق الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَمَا عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا
يَنۢبَغِي لَهُۥٓۚ}؛
لأن المشركين يقولون: «إنه شاعر، وإن هذا
القرآن شعر»، فرد الله عز وجل بقوله: {وَمَا عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ}؛ فالرسول لا يحسن
الشعر، حتى إنه إذا أراد أن ينشد البيت لا يستطيع أن ينشده على أصله؛ لأنه لم
يُعَلَّمِ الشعرَ عليه الصلاة والسلام.
وقوله تعالى: {مَا كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ} دل على أن كلمة «لا ينبغي» هي كلمة عظيمة، ولها معنى عظيم؛ فهي تقتضي شدة التحريم.