قُلْنَا: الشِّرْكُ شِرْكَانِ:
شِرْكٌ
يَتَعَلَّقُ بِذَاتِ المَعْبُودِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ.
وَشِرْكٌ
فِي عَبَادَتِهِ وَمُعَامَلَتِهِ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ -
سُبْحَانَهُ - لاَ شَرِيكَ لَهُ فِي ذَاتِهِ وَلاَ فِي صِفَاتِهِ.
فَأَمَّا
الشِّرْكُ الثَّانِي فَهُوَ الَّذِي فَرَغْنَا مِنَ الكَلاَمِ فِيهِ، وَأَشَرْنَا
إِلَيْهِ الآنَ، وَسَنُشْبِعُ الكَلاَمَ فِيهِ -إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى-.
****
الشرح
هذا
هو الجواب عن السؤال، وهو سؤال وجيه ومفيد من المؤلف رحمه الله؛ فتنبه له.
قوله
رحمه الله:
«شِرْكٌ يَتَعَلَّقُ بِذَاتِ المَعْبُودِ
وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ» هذا شرك في الربوبية.
قوله
رحمه الله:
«وَشِرْكٌ فِي عَبَادَتِهِ
وَمُعَامَلَتِهِ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- لاَ
شَرِيكَ لَهُ فِي ذَاتِهِ وَلاَ فِي صِفَاتِهِ» هذا الشرك في الألوهية، فكثير
منهم يشركون في توحيد الألوهية، ويخلصون في توحيد الربوبية، وهذا دين المشركين،
وهذا مع الأسف في عقائد المتكلمين الآن: يقررون توحيد الربوبية، فيقولون: «الشرك هو أن تعتقد أن هناك خالقًا يخلق مع
الله، وأن أحدًا يدبر مع الله»، ولا يعتبرون الشرك في الألوهية شيئًا؛ بل
يسمونه بغير اسمه، يقولون: «هذا توسل
وتقرب إلى الله بواسطة الصالحين»! فيسمونه بغير اسمه -والعياذ بالله-.
فعلينا أن نتنبه لهذا الأمر، وأن نعالج هذا الأمر بحكمة وعلم ومجادلة بالتي هي أحسن، ونبينه للناس بحكمة وموعظة حسنة، وجدال بالتي هي أحسن؛ لعل الله أن يهدي منهم من يشاء هدايته،
الصفحة 1 / 309