وَبِهَذَا الاعْتِبَارِ الَّذِي قَرَّرْنَا بِهِ
«الإِلَهَ»، وَأَنَّهُ المَحْبُوُبُ؛
لاجْتِمَاعِ صِفَاتِ الكَمَالِ فِيهِ؛ كَانَ «اللهُ»
هُوَ الاسْمَ الجَامِعَ لِجَمِيعِ مَعَانِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى وَالصِّفَاتِ
العُلْيَا، وَهُوَ الَّذِي يُنْكِرُهُ المُشْرِكُونَ.
****
الشرح
لفظ
الجلالة «الله» لا يسمى به غير الله
سبحانه وتعالى وهو يتضمن كل أسماء الله وصفاته، فهو الله عز وجل بأسمائه وصفاته
كلها؛ ولهذا في آخر سورة «الحشر»: {هُوَ ٱللَّهُ
ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ
ٱلرَّحِيمُ ٢٢هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ
ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ
ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ٢٣هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ
لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ
وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٢٤}
[الحشر: 22- 24].
و«الله» مشتق من الألوهية؛ وهي المحبة؛
فالله هو المألوه المحبوب الذي تألهه القلوب محبة وإجلالاً، كما قرر ذلك أهل
العلم.
فالألوهية
والتأله لله عز وجل والتأله يكون من المخلوق الذي يتأله الله؛ أي: يعبده ويحبه،
وهذا هو توحيد الألوهية.
قوله
رحمه الله:
«وَهُوَ الَّذِي يُنْكِرُهُ المُشْرِكُونَ»
فالذي ينكره المشركون هو توحيد الألوهية - كما سيأتي - وأما توحيد الربوبية فإنهم
يعترفون به، ولكنه لا يكفي، ولا يكون به العبد مسلمًا حتى يأتي بتوحيد الألوهية؛
وذلك بأن يفرد الله عز وجل بالعبادة دون ما سواه.
فالمشركون ما أنكروا توحيد الربوبية؛ بل أقروا به كما ذكر الله ذلك عنهم في آيات كثيرة، وأنهم لو سئلوا: من الذي خلقهم، ومن الذي يرزقهم، ومن الذي له ملك السموات والأرض؟ سيقولون: الله.
الصفحة 1 / 309