×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 فَإِنْ قِيلَ: المُشْرِكُ إِنَّمَا قَصَدَ تَعْظِيمَ جَنَابِ اللهِ -تَعَالى - وَأَنَّهُ لِعَظَمَتِهِ لاَ يَنْبَغِي الدُّخُولُ عَلَيْهِ إِلاَّ بِالوَسَائِطِ والشُّفَعَاءِ كَحَالِ المُلُوكِ فَالمُشْرِكُ لَمْ يَقْصِدِ الاسْتِهَانَةَ بِجَنَابِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَإِنَّمَا قَصَدَ تَعْظِيمَهُ، وقَالَ: إِنَّمَا أَعْبُدُ هَذِهِ الوَسَائِطَ لِتُقَرِّبَنِي إِلَيْهِ وَتَدْخُلَ بِي عَلَيْهِ فَهُوَ الغَايَةُ، وَهَذِهِ وَسَائِلُ.

****

الشرح

هذه الشبهة، يقولون: «إن الذين يعبدون الأولياء والصالحين والقبور قصدهم تعظيم الله؛ لأن الله عظيم، ولا يصل إليه أحد إلا بواسطة وشفعاء، فنحن نتخذ هؤلاء شفعاء عند الله؛ لعظمة الله سبحانه وتعالى »! انظر كيف يطورون الشرك، ويزخرفونه، ويجعلون الشرك تعظيمًا لله، مع أن الشرك تنقص لله عز وجل؛ لأنهم يزعمون أننا لا نصل إلى الله إلا بواسطة هؤلاء، والله عز وجل يقول: {فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} [غافر: 14]، ويقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ} [البقرة: 186]، ولم يقل: «بواسطة فلان أو علان».

وقولهم: «وَأَنَّهُ لِعَظَمَتِهِ لاَ يَنْبَغِي الدُّخُولُ عَلَيْهِ إِلاَّ بِالوَسَائِطِ والشُّفَعَاءِ كَحَالِ المُلُوكِ» من بني آدم، لا يصل إليهم أحد إلا بالوسائط والشفعاء والوزراء!

نقول: الملوك والرؤساء:

أولاً: لا يعلمون أحوال الناس؛ فيحتاجون إلى من يبلغهم، والله عز وجل يعلم كل شيء.

وثانيًا: الملوك ولو علموا حوائج الناس، فهم لا يريدون قضاءها، إلا لو جاءهم شفيع وألح عليهم، وأثر عليهم، فهم بحاجة إلى هذا الشفيع؛ فهم يقبلون شفاعته وواسطته؛ لأنهم بحاجة إليه،


الشرح