بحاجة إلى الوزير وإلى
المستشار، فلو ردهم نفروا عنه، ولم يصبحوا له وزراء ولا مستشارين، وهو بحاجة
إليهم، ولكن الله ليس بحاجة إلى أحد؛ فليس بحاجة إلى معين ولا إلى وزير ولا إلى
ظهير.
فهذا
قياس باطل؛ لأنه قياس مع الفارق العظيم؛ فالله لا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى هذا
ملخص الرد الذي سيأتي.
قوله
رحمه الله:
«وَإِنَّمَا أَعْبُدُ هَذِهِ الوَسَائِطَ
لِتُقَرِّبَنِي إِلَيْهِ وَتَدْخُلَ بِي عَلَيْهِ» هذا هو الذي قاله المشركون
من قبل: {وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ} [يونس: 18] فنحن لا نصل إلى الله إلا بواسطتهم!
قوله
رحمه الله:
«فَهُوَ الغَايَةُ، وَهَذِهِ وَسَائِلُ»
وسائل ووسائط ووسيلة، ويشبهون على الناس بقوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] فيفسرون الوسيلة بالواسطة، في حين أن
الوسيلة هي الطاعة والقرب من الله عز وجل فالوسيلة إلى الله: طاعته، وامتثال أمره،
واجتناب نهيه، وليست الوسيلة الأشخاص، فهذا تفسير باطل.
فقوله: {أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57] أي:
القرب منه -سبحانه-.
{أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ}
أي: يدعوهم الكفار.
{يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ} أي: هم أنفسهم بحاجة إلى أن يتقربوا إلى الله بالطاعة والعبادة، فكيف يُعْبَدُون مع الله عز وجل وهم عباد؟!