وَالنَّاسُ فِي هَذَيْنِ الأَصْلَيْنِ عَلَى
أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ:
أَهْل
الإِخْلاَصِ وَالمُتَابَعَةِ؛ فَأَعْمَالُهُمْ كُلُّهَا للهِ وَأَقْوَالُهُمْ؛
مَنْعُهُمْ وَعَطَاؤُهُمْ وَحُبُّهُمْ وَبُغْضُهُمْ، كُلُّ ذَلِكَ للهِ - تَعَالى
- لاَ يُرِيدُونَ مِنَ العِبَادِ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا، عَدُّوا النَّاسَ
كَأَصْحَابِ القُبُورِ لاَ يَمْلِكُونَ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ مَوْتًا وَلاَ
حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«أَهْل الإِخْلاَصِ وَالمُتَابَعَةِ»
هؤلاء هم أشرف الأقسام: الإخلاص لله، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم قال
تعالى: {بَلَىٰۚ
مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ
رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} [البقرة: 112].
والله
عز وجل قال: {ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ} [الملك: 2]، وقال: {إِنَّا
جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ
عَمَلٗا} [الكهف: 7].
سئل
الفضيل بن عياض رحمه الله: ما معنى: {أَيُّهُمۡ
أَحۡسَنُ عَمَلٗا}؟
قال: «أخلصه وأصوبه». قالوا: يا أبا
علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: «إن العمل إذا
كان خالصًا، ولم يكن صوابًا؛ لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا، لم يقبل،
حتى يكون خالصًا صوابًا. والخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة» ([1]).
كلمات عظيمة مأخذوة من القرآن والسنة، فهؤلاء هم السعداء الذين جمعوا بين الإخلاص والمتابعة.
الصفحة 1 / 309