×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَالإِلَهِيَّةُ: كَوْنُ العِبَادِ يَتَّخِذُونَهُ - سُبْحَانَهُ - مَحْبُوبًا مَأْلُوهًا، وَيُفْرِدُونَهُ بِالحُبِّ، وَالخَوْفِ، وَالرَّجَاءِ، وَالإِخْبَاتِ، وَالتَّوْبَةِ، والنَّذْر، وَالطَّاعَةِ، وَالطَّلَبِ، وَالتَّوَكُّلِ، وَنَحْوِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَالإِلَهِيَّةُ» الألوهية من الوله، وهو المحبة، فـ «الله» إله بمعنى محبوب، من الوله بمعنى: المحبة، أو من التأله: بمعنى التعبد؛ فالله الإله بمعنى المعبود، وإله بمعنى محبوب، كلاهما؛ فالله إله بمعنى محبوب، وإله بمعنى معبود.

قوله رحمه الله: «كَوْنُ العِبَادِ يَتَّخِذُونَهُ - سُبْحَانَهُ - مَحْبُوبًا» محبة الله هي أعظم أنواع العبادة؛ فللعبادة أنواع كثيرة، أعظمها المحبة.

وقوله رحمه الله: «وَيُفْرِدُونَهُ بِالحُبِّ» فلا يحبون معه غيره حب العبادة؛ لأن المحبة تنقسم إلى:

محبة العبادة: وهي التي يكون معها الذل والخضوع والاستسلام للمحبوب، وهذه لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى فمن أدخل معه غيره فيها فهو مشرك؛ كما قال عز وجل: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ} [البقرة: 165]؛ فالمشركون يحبون الله، ولكن يحبون غيره معه من أصنامهم وآلهتهم، أما المسلمون فإنهم يحبون الله وحده، ولا يحبون معه غيره محبة العبادة.

وأما المحبة الطبيعية: وهي محبة القرابة والوالدين والأولاد، ومحبة الأكل والشرب، ومحبة الزوجة؛ فهذه محبة طبيعية، لا يؤاخذ عليها الإنسان إلا إذا قدمها على محبة الله عز وجل:


الشرح