×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

{قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ} أي: انتظروا: {حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ} [التوبة: 24]، وهذا تهديد لهم.

فالمحبة الطبيعية لا يؤاخذ عليها؛ مثل محبة الزوجة، ومحبة الوالدين، ومنها محبة العطف، ومحبة الإشفاق، ومنها محبة شهوة؛ كمحبة الزوجة ومحبة المال... كل هذا لا يؤاخذ عليه الإنسان إلا إذا قدمه على محبة الله ورسوله.

وقوله رحمه الله: «وَيُفْرِدُونَهُ بِالحُبِّ» الذي هو حب العبادة، وهو الذي يكون معه ذل وخضوع وانقياد، وإلا فالإنسان يحب زوجته ولكن لا يخضع لها، ولا ينقاد لها؛ لأنها محبة شهوانية طبيعية، ولا تضر إلا إذا قدمها على محبة الله ورسوله.

قوله رحمه الله: «وَالخَوْفِ»: أي: يفردونه أيضًا بالخوف، والخوف أيضًا ينقسم إلى قسمين: خوف عبادة، وخوف طبيعي.

خوف العبادة: هو الذي يكون معه ذل وانقياد للمخوف، هذا خوف عبادة.

أما الخوف الطبيعي: فهو الذي لا يكون معه ذل ولا خضوع. فأنت تخاف من السبع، ومن العدو، ومن الحر، ومن البرد، ومن المرض... فهذا خوف ليس معه عبادة ولا انكسار ولا ذل، وهذا لا يؤاخذ عليه الإنسان إلا إذا قدمه على الخوف من الله: {فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} [آل عمران: 175] فإذا قدم الخوف الطبيعي على خوف العبادة؛ فحينئذ توعده الله عز وجل أما إذا لم يقدمه فهذا لا يؤاخذ عليه الإنسان،


الشرح