×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 فأنت تخاف من الجبار ومن الملك ومن العدو ومن فلان وفلان، ولكن لا تخضع له، ولا تنقاد له، وإنما تخافه خوفًا طبيعيًّا فقط.

قوله رحمه الله: «وَالرَّجَاءِ» وهذا من أنواع العبادة القلبية؛ لأن العبادة نوعان:

عبادة بدنية: كالصلاة، والصيام، والحج، والجهاد.

وعبادة قلبية: كالخوف، والرجاء، والمحبة، والخشية، والخشوع، والرغبة والرهبة، هذه عبادات قلبية.

قوله رحمه الله: «وَالإِخْبَاتِ» وهو الخضوع، «وَالتَّوْبَةِ» أي: التوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي؛ فالتوبة من أنواع العبادة، والله هو التواب، والعبد تائب؛ أي: راجع إلى الله عز وجل.

قوله رحمه الله: «والنَّذْرِ» وهو من العبادة المالية، وقد يكون من العبادة البدنية؛ كأن تنذر الصلاة أو الصيام، فهذه عبادة بدنية، أما إذا نذرت الصدقة فهذه عبادة مالية.

والنذر عبادة يجب أن يفرد الله عز وجل بها، ولا ينذر للمخلوق، لا الحي ولا الميت؛ لأن النذر عبادة؛ فلا ينذر لغير الله عز وجل.

قوله رحمه الله: «وَالطَّاعَةِ» الطاعة تكون عبادة، وتكون أيضًا مباحة؛ فطاعة المخلوق في الأمور المباحة مباحة، أما طاعة المخلوق في معصية الخالق فهذا شرك؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» ([1])، فلا يطاع المخلوق في معصية الله عز وجل إذا أمرك بمعصية فلا تطعه،


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (19824)، والقضاعي في مسند الشهاب رقم (873)، والطبراني في الكبير رقم (381).