×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَاعْلَمْ أَنَّ أَنْفَسَ الأَعْمَالِ وَأَجَلَّهَا قَدْرًا تَوْحِيدُ اللهِ - تَعَالى - غَيْرَ أَنَّ التَّوْحِيدَ لَهُ قِشْرَانِ:

القِشْرُالأَوَّلُ: أَنْ تَقُولَ بِلِسَانِكَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، وَيُسَمَّى هَذَا القَوْلُ تَوْحِيدًا، وَهُوَ مُنَاقِضٌ لِلتَّثْلِيثِ الَّذِي تَعْتَقِدُهُ النَّصَارَى، وَهَذَا التَّوْحِيدُ يَصْدُرُ - أَيْضًا - مِنَ المُنَافِقِ الَّذِي يُخَالِفُ سِرُّهُ جَهْرَهُ.

والقِشْرُ الثَّانِي: أَنْ لاَ يَكُونَ فِي القَلْبِ مُخَالَفَةٌ وَلاَ إِنْكَارٌ لِمَفْهُومِ هَذَا القَوْلِ، بَلْ يَشْتَمِلُ القَلْبُ عَلَى اعْتِقَادِهِ ذَلِكَ، والتَّصْدِيقِ بِهِ، وَهَذَا هُوَ تَوْحِيدُ عَامَّةِ النَّاسِ.

وَلُبَابُ التَّوْحِيدِ: أَنْ يَرَى الأُمُورَ كُلَّهَا من اللهِ - تَعَالى - ثُمَّ يَقْطَعُ الالْتِفَاتَ إِلَى الوَسَائِطِ وَأَنْ يَعْبُدَهُ - سُبْحَانَهُ - عِبَادَةً يُفْرِدُهُ بِهَا وَلاَ يَعْبُدُ غَيْرَهُ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَاعْلَمْ أَنَّ أَنْفَسَ الأَعْمَالِ وَأَجَلَّهَا قَدْرًا تَوْحِيدُ اللهِ تَعَالَى»؛ فالتوحيد هو أول الواجبات، وهو أعظم الأعمال، وهو الأساس الذي تبنى عليه بقية الأعمال؛ فأعظم ما أمر الله به التوحيد، وأعظم ما نهى عنه الشرك؛ فالتوحيد هو أعظم الواجبات، وأول الواجبات، وأول ما يطلب من الإنسان، فأول ما يطلب من الإنسان شهادة أن «لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله»، فإذا نطق بهما فإنه مطالب ببقية الأعمال؛ من صلاة وزكاة وغيرهما، ومن لم ينطق بالشهادتين فإنه لا يطالب، حتى لو صلى وصام وتصدق فإنه لا يقبل منه ذلك، ولا ينفعه ذلك حتى ينطق بكلمة التوحيد.


الشرح