قوله
رحمه الله:
«غَيْرَ أَنَّ التَّوْحِيدَ لَهُ
قِشْرَانِ» ذكر المؤلف هنا أن التوحيد على ثلاث درجات:
الدرجة
الأولى:
الدرجة العامة، وهو النطق بـ «لا إله إلا
الله»، فإذا نطق بها العبد صار موحدًا، ودخل في الإسلام، ثم إن حققها بالأعمال
الصالحة صار موحدًا ظاهرًا وباطنًا، فإذا قالها معتقدًا لها بقلبه وصدقها بالأعمال
والطاعات فهو موحد ظاهرًا وباطنًا، وإن قالها بلسانه ولم يعتقدها بقلبه فهو منافق،
فالمنافقون يقولون: «لا إله إلا الله»،
ويتظاهرون بالإسلام، فهم مسلمون في الظاهر، ولكنهم كفار في الباطن؛ لأنهم لا
يعتقدون معناها، ولا يعملون بمقتضاها، وإنما يقولونها من أجل أن يستتروا بها، ومن
أجل أن تسلم دماؤهم وأموالهم؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ،
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» ([1]).
إن
كانوا صادقين معتقدين لها في قلوبهم فهم موحدون ظاهرًا وباطنًا، وإن كانوا
يقولونها بألسنتهم ولا يعتقدونها بقلوبهم فهم منافقون؛ موحدون ظاهرًا دون الباطن،
ونحن ليس لنا إلا الظاهر، نحن لا نحكم إلا على الظاهر، ولا نحكم على ما في القلوب؛
لأنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
قوله رحمه الله: «قشران» تثنية قشر، وهو ما يكون على الفواكه ونحوها من الغلاف الظاهر.
([1])أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).