×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «وَهُوَ مُنَاقِضٌ لِلتَّثْلِيثِ الَّذِي تَعْتَقِدُهُ النَّصَارَى»؛ لأن من النصارى من لا يقولون: «لا إله إلا الله»، وإنما يقولون: «إن الله ثالث ثلاثة»، فلا يقولون: «إن الإله واحد»، وإنما يقولون: «إن الله ثالث ثلاثة»؛ قال تعالى: {لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ} [المائدة: 73] هم يقولون: «الإله ثلاثة: الله والمسيح وروح القدس»! فهذا اعتقاد النصارى المنحرفين، أما النصارى الذين هم على دين عيسى عليه السلام حقيقة؛ فإنهم يتبرؤون من هذا، وإنما حدث ذلك في النصارى من بعد عيسى عليه السلام، في قرون متأخرة، لما جاء يهودي يقال له: «بولس»، فتظاهر بالنصرانية ومحبة المسيح بزعمه؛ ليفسد دين المسيح، فأدخل عليهم التثليث، هذه العقيدة الباطلة، كما أدخل عليهم تغييرات في دينهم، فما عليه غالب النصارى اليوم هو هذا الدين الباطل، الذي ليس هو دين المسيح عليه السلام؛ ولذلك لا يجوز أن يقال: «المسيحيون»؛ بل يقال: «النصارى»؛ كما هو في القرآن، ومنهم من هو محق، ومنهم من هو مبطل.

فـ «لا إله إلا الله» تبطل عقيدة النصارى؛ لأنهم يقولون: «الآلهة ثلاثة»، فهذه الكلمة تبطل أن يكون هناك إله غير الله عز وجل.

قوله رحمه الله: «والقِشْرُ الثَّانِي: أَنْ لاَ يَكُونَ فِي القَلْبِ مُخَالَفَةٌ وَلاَ إِنْكَارٌ لِمَفْهُومِ هَذَا القَوْلِ، بَلْ يَشْتَمِلُ القَلْبُ عَلَى اعْتِقَادِهِ ذَلِكَ، والتَّصْدِيقِ بِهِ، وَهَذَا هُوَ تَوْحِيدُ عَامَّةِ النَّاسِ».

هذا فيه نظر؛ لأن عامة المسلمين ليس توحيدهم قشرًا، وإنما توحيدهم توحيد صحيح، ولكنه توحيد مجمل، وهم مسلمون حقيقة، مؤمنون، ولكن لكونهم عوامًّا، ولم يتعلموا؛ يكون توحيدهم مجملاً.


الشرح