وَشِرْكُ الأُمَمِ كُلُّهُ نَوْعَانِ: شِرْكٌ
فِي الإِلَهِيَّةِ، وَشِرْكٌ فِي الرُّبُوبِيَّةِ. فَالشِّرْكُ فِي الإِلَهِيَّةِ
وَالعِبَادَةِ هُوَ الغَالِبُ عَلَى أَهْلِ الإِشْرَاكِ وَهُو شِرْكُ عُبَّادِ
الأَصْنَامِ وَعُبَّادِ المَلاَئِكَةِ وَعُبَّادِ الجِنِّ وَعُبَّادِ المَشَايِخِ
الصَّالِحِينَ الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ؛ الَّذِين قَالُوا: مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى، وَيَشْفَعُوا لَنَا عِنْدَهُم،
ويَنَالنَا بِسَبَبِ قُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ وَكَرَامَتِهِ لَهُمْ قُرْبٌ
وَكَرَامَةٌ كَمَا هُوَ المَعْهُودُ فِي الدُّنْيَا مِنْ حُصُولِ الكَرَامَةِ
وَالزُّلْفَى لِمَنْ يخْدمُ أَعْوَانَ المَلِكِ وَأَقَارِبه وَخَاصَّته.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وَشِرْكُ الأُمَمِ كُلُّهُ نَوْعَانِ»
الشرك ضد التوحيد، وهو نوعان:
شرك
في
الربوبية: بأن يجعل لله شريكًا في أفعاله سبحانه وتعالى من الخلق، والرزق،
والإحياء، والإماتة... وغير ذلك.
وشرك
في
الألوهية: وهو أن يجعل لله شريكًا في العبادة؛ يذبح لغير الله، ينذر لغير الله،
يستغاث بالقبور والأموات... وهذا شرك في الألوهية.
قوله رحمه الله: «فَالشِّرْكُ فِي الإِلَهِيَّةِ وَالعِبَادَةِ هُوَ الغَالِبُ عَلَى أَهْلِ الإِشْرَاكِ» كما سبق، فإن أغلب الخلق إنما أشركوا في الألوهية؛ ولذلك بعث الله الرسل وأنزل الكتب للأمر بتوحيد الألوهية والنهي عن الإشراك فيه؛ لأن توحيد الربوبية فطرت القلوب على الإقرار به، حتى وإن تظاهر بجحوده بعضَ الأفرادِ؛ فإن الفطر مقرة به؛ فالفطر والعقول مقرة بتوحيد الربوبية.
الصفحة 1 / 309