وَأَصْلُ الشِّرْكِ وَقَاعِدَتُهُ الَّتِي
يَرْجِعُ إِلَيْهَا هُوَ التَّعْطِيلُ، وَهُوَ ثَلاَثَةُ أَقْسَامٍ:
أَحَدُهَا:
تَعْطِيلُ المَصْنُوعِ عَنْ صَانِعِهِ.
الثَّانِي:
تَعْطِيلُ الصَّانِعِ عَنْ كَمَالِهِ الثَّابِتِ لَهُ.
الثَّالِثُ:
تَعْطِيلُ مُعَامَلَتِهِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى العَبْدِ مِنْ حَقِيقَةِ
التَّوْحِيدِ.
وَمِنْ
هَذَا: شِرْكُ أَهْلِ الوِحْدَةِ وَمِنْهُ: شِرْكُ المَلاَحِدَةِ القَائِلِينَ
بِقِدَمِ العَالَمِ وَأَبَدِيَّتِهِ وَأَنَّ الحَوَادِثَ بِأَسْرِهَا مُسْتَنِدَةٌ
إِلَى أَسْبَابٍ وَوَسائِطَ اقْتَضَتْ إِيجَادَهَا، وَيُسَمُّونَهَا «العُقُولَ وَالنُّفُوسَ».
وَمِنْهُ:
شِرْكُ مُعَطِّلَةِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ؛ كَالجَهْمِيَّةِ، وَالقَرَامِطَةِ،
وَغُلاَةِ المُعْتَزِلَةِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«أَصْلُ الشِّرْكِ وَقَاعِدَتُهُ الَّتِي
يَرْجِعُ إِلَيْهَا هُوَ التَّعْطِيلُ»؛ لأنه تعطيل لحق الله سبحانه وتعالى.
قوله
رحمه الله:
«أَحَدُهَا: تَعْطِيلُ المَصْنُوعِ عَنْ
صَانِعِهِ» هذا من أعظم أنواع التعطيل: جحود الخالق، وجعل المخلوقات أحدثت
نفسها، أو أحدثتها الطبيعة، وأحدثتها حركات الأفلاك، والعقول العشرة كما يقول
الفلاسفة، ويتخبطون في هذا.
قوله
رحمه الله:
«الثَّانِي: تَعْطِيلُ الصَّانِعِ عَنْ
كَمَالِهِ الثَّابِتِ لَهُ» وهو تعطيل الأسماء والصفات عند الجهمية والمعتزلة.
قوله رحمه الله: «الثَّالِثُ: تَعْطِيلُ مُعَامَلَتِهِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى العَبْدِ مِنْ حَقِيقَةِ التَّوْحِيدِ» وهذا تعطيل العبادة لله عز وجل.
الصفحة 1 / 309