×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَهَذَا شَرٌّ مِنْ عُبَّادِ الأَصْنَامِ وَالمَجُوسِ وَالنَّصَارَى وَهُوَ أَخْبَثُ شِرْكٍ فِي العَالَمِ؛ إِذْ يَتَضَمَّنُ مِنَ التَّعْطِيلِ وَجَحْدِ إِلاَهِيَّتِهِ - سُبْحَانَهُ - وَرُبُوبِيَّتِهِ وَإِسْنَادِ الخَلْقِ إِلى غَيْرِهِ مَا لَمْ يَتَضَمَّنْهُ شِرْكُ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ. وَشِرْكُ القَدَرِيَّةِ مُخْتَصَرٌ مِنْ هَذَا وَبَابٌ يُدْخَلُ مِنْهُ إِلَيْهِ وَلِهَذَا شَبَّهَهُمُ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم بِالمَجُوسِ كَمَا ثَبَتَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم وَقَدْ رَوَى أَهْلُ السُّنَنِ عنهم ذَلِكَ مَرْفُوعًا: أَنَّهُمْ «مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ» ([1]). وَكَثِيرًا مَا يَجْتَمِع الشِّرْكَانِ فِي العَبْدِ، وَيَنْفَرِدُ أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَهَذَا شَرٌّ مِنْ عُبَّادِ الأَصْنَامِ وَالمَجُوسِ وَالنَّصَارَى» أي: أن هذا أعظم أنواع الشرك؛ لأنه جحد الله عز وجل وجعل هذا الكون مخلوقًا، وهذا شر من شرك النصارى؛ لأن النصارى يقولون: «الله ثالث ثلاثة»؛ فهم أثبتوا ثلاثة آلهة، وهؤلاء أثبتوا ما لا يُحصى من الآلهة لهذا الكون! وكذا شركهم شر من شرك المجوس؛ لأن المجوس أثبتوا خالقَينِ، وهؤلاء أثبتوا خالقِينَ متعددين مع الله سبحانه وتعالى أو من دون الله! وكذا هو أشد من شرك عباد الأصنام، لأن عبَّاد الأصنام يعترفون بأن الله هو الخالق، ولكن يجعلون هذه الأصنام شفعاءَ عندهم؛ فشركُ الفلاسفة أشد من شرك عباد الأصنام.

قوله رحمه الله: «وَهُوَ أَخْبَثُ شِرْكٍ فِي العَالَمِ» بلا شكَّ؛ لأنه عكس الفطرة التي فطر الله الناس عليها.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4691)، وابن ماجه رقم (92)، وأحمد رقم (5584).