وقوله
رحمه الله:
«وَإِسْنَادِ الخَلْقِ إِلى غَيْرِه
سبحانه وتعالى » يعني: صدور الخلق عن غير الله، من هذه الأباطيل والترهات التي
ينسبون إليها أنها تخلق في هذا الكون.
قوله
رحمه الله:
«وَشِرْكُ القَدَرِيَّةِ مُخْتَصَرٌ مِنْ
هَذَا» هذا هو النوع الثالث، وهو شرك القدرية وهم المعتزلة، الذين يقولون: «الله لم يقدِّر ولم يخلق أفعال العباد،
وإنما هم الذين يخلقونها باستقلالهم، كلٌّ يخلق فعل نفسه باستقلاله، فلا تدخل
أفعالهم في خلق الله»! فهم إذن أثبتوا شركاءَ مع الله في الخلق.
«مُخْتَصَرٌ مِنْ هَذَا» يعني: كل هذا مختصر من
شرك الفلاسفة، وهو أَقَلُّ منه، ولكنه مثله.
قوله
رحمه الله:
«وَبَابٌ يُدْخَلُ مِنْهُ إِلَيْهِ»
يعني: أن شرك القدرية بابٌ يدخل منه إلى شرك الفلاسفة؛ حيث إنهم فتحوا الباب
وقالوا: «إن بعض المخلوقات - وهي: أفعال
العباد - ليست مخلوقة لله عز وجل »!
قوله
رحمه الله:
«وَلِهَذَا شَبَّهَهُمُ الصَّحَابَةُ رضي
الله عنهم بِالمَجُوسِ» فقد ظهر أولُ نفي القَدَرِ في آخر عهد الصحابة؛
فالقدرية ظهروا في آخر عهد الصحابة، فأنكروا عليهم وسَمَّوْهم: «مَجُوس هَذِهِ الأُمَّةِ».
قوله
رحمه الله:
«وَقَدْ رَوَى أَهْلُ السُّنَنِ فِيهِمْ»
أي: الصحابة رضي الله عنهم «ذَلِكَ
مَرْفُوعًا» عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُْمَّةِ: إِنْ مَرِضُوا فَلاَ
تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوهُمْ».
قوله رحمه الله: «وَكَثِيرًا مَا يَجْتَمِع الشِّرْكَانِ فِي العَبْدِ وَيَنْفَرِدُ أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ» فقد يكون عند الإنسان نوعان من هذه الأنواع؛ فيكون عندَه شركُ المجوس، وشركُ القَدَريَّة.