×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا تَأَمَّلْتَ جَمِيعَ طَوَائِفِ الضَّلاَلِ وَالبِدَعِ، وَجَدْتَ أَصْلَ ضَلاَلِهِمْ رَاجِعًا إِلَى شَيْئَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: ظَنُّهُمْ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ.

والثَّانِي: لأَِنَّهُمْ لَمْ يَقْدُرُوا الرَّبَّ حَقَّ قَدْرِهِ؛ فَلَمْ يَقْدُرْهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُرْسِلْ رَسُولاً وَلاَ أَنْزَلَ كِتَابًا، بَلْ تَرَكَ الخَلْقَ سُدًى وَخَلَقَهُمْ عَبَثًا.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَجَدْتَ أَصْلَ ضَلاَلِهِمْ رَاجِعًا إِلَى شَيْئَيْنِ»؛ فالمشرك جمع بين الأمرين:

أولاً: أنه ما قدر الله حق قدره؛ حيث ساوى المخلوق الضعيف به سبحانه وتعالى.

والثاني: أنه ظن بربه ظن السوء، وأنه عاجز وبحاجة إلى من يعينه!

قوله رحمه الله: «فَلَمْ يَقْدُرْهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُرْسِلْ رَسُولاً وَلاَ أَنْزَلَ كِتَابًا، بَلْ تَرَكَ الخَلْقَ سُدًى وَخَلَقَهُمْ عَبَثًا»، كما يقوله الدهريون الذين يزعمون أن هذا الكون ليس له خالق، وأنه وجد صدفة، أو نتيجة لتفاعلات المواد الكونية، وليس له خالق! تعالى الله عن ذلك.

وكذلك الذين يجحدون أن الله أرسل رسولاً، أو أنزل كتابًا: {وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ إِذۡ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖۗ} [الأنعام: 91] فيظنون أن الله سيهمل عباده، ولا يأمرهم ولا ينهاهم، ولا يوجههم لما فيه خيرهم، ولا ينهاهم عما فيه ضررهم، فيتركهم! وهذا سوء ظن بالله عز وجل ونقص في حقه، ما قدره حق قدره من قال ذلك من الفلاسفة، ومن العقلانيين الذين يقولون: «إن العقول تكفي من دون شرع»، فالعقل يكفي عندهم، فيؤلهون العقل! والعياذ بالله.


الشرح