وَمِنْهَا: حَلْقُ الرَّأْسِ... إِلَى غَيْرِ
ذَلِكَ هَذَا فِي جَانِبِ التَّشْبِيهِ.
وأَمَّا
فِي جَانِبِ التَّشَبُّهِ؛ فَمَنْ تَعَاظَمَ وَتَكَبَّرَ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى
إِطْرَائِهِ وَرَجَائِهِ وَمَخَافَتِهِ فَقَدْ تَشَبَّهَ بِاللهِ وَنَازَعَهُ فِي
رُبُوبِيَّتِهِ وَهُوَ حَقِيقٌ بِأَنْ يُهِينَهُ اللهُ غَايَةَ الهَوَانِ
وَيَجْعَلَهُ كَالذَّرِّ تَحْتَ أَقْدَامِ خلْقِهِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«وَمِنْهَا: حَلْقُ الرَّأْسِ...» حلق
الرأس يكون عبادة أحيانًا؛ مثل حلق الرأس في الحج أو العمرة، هذا تفعله عبادة لله
عز وجل فلا يجوز أن تحلق رأسك تعظيمًا لأحد غير الله سبحانه وتعالى أما أن تحلق
رأسك من باب التنظف، أو من باب إزالة الأذى؛ فهذا لا بأس به.
قوله
رحمه الله:
«هَذَا فِي جَانِبِ التَّشْبِيهِ» أي:
تشبيه المخلوق بالخالق.
قوله
رحمه الله:
«وأَمَّا فِي جَانِبِ التَّشَبُّهِ»
أي: في جانب تشبه المخلوق بالخالق؛ مثل الكبر؛ فالمستكبر متشبه بالله عز وجل ما
الداعي أنه يستكبر؟! فهو مخلوق ضعيف، فكيف يستكبر؟! هذا لا يجوز؛ فالكبرياء لله
سبحانه وتعالى والإنسان مخلوق ضعيف؛ عليه أن يتواضع، ويعرف ضعفه، ولا ينفخ نفسه
ويتعاظم؛ بل يتواضع لله عز وجل.
قوله
رحمه الله: «فَمَنْ تَعَاظَمَ وَتَكَبَّرَ
وَدَعَا النَّاسَ إِلَى إِطْرَائِهِ وَرَجَائِهِ وَمَخَافَتِهِ فَقَدْ تَشَبَّهَ
بِاللهِ وَنَازَعَهُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ» من دعا الناس إلى تعظيمه وإلى
تفخيمه، فهذا نوع من التعبد لغير الله سبحانه وتعالى أما إذا وقره الناس وهو لا
يريد ذلك، ولا يتطلع إليه، ولكن الناس احترموه ووقروه؛ فلا بأس بذلك، أما إن كان
هو الذي يطلب من الناس، ويتطلع إلى أن يعظمه الناس، ومن لا يعظمه يغضب عليه؛ فهذا
من حق الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 309