×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَيَحْتَجُّ الرَّبُّ سبحانه وتعالى عَلَيْهِمْ بِتَوْحِيدِهِمْ رُبُوبِيَّتَهُ عَلَى تَوْحِيدِ أُلُوهِيَّتِهِ؛ كَمَا قَالَ الله تعالى: {قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ ٥٩ أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهۡجَةٖ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ يَعۡدِلُونَ ٦٠} [النمل: 59، 60]، وَكُلَّمَا ذَكَرَ - تَعَالَى - مِنْ آيَاتِهِ جُمْلَةً مِنَ الجُمَلِ قَالَ عَقِبَهَا:{أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ} فَأَبَانَ سبحانه وتعالى بِذَلِكَ أَنَّ المُشْرِكِينَ إِنَّما كَانُوا يَتَوَقَّفُونَ فِي إِثْبَاتِ تَوْحِيدِ الإِلَهِيَّةِ لاَ الرُّبُوبِيَّةِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَيَحْتَجُّ الرَّبُّ سبحانه وتعالى عَلَيْهِمْ بِتَوْحِيدِهِمْ رُبُوبِيَّتَهُ عَلَى تَوْحِيدِ أُلُوهِيَّتِهِ» الله عز وجل يذكر توحيد الربوبية الذي يقرون به؛ ليحتج به عليهم في إثبات توحيد الألوهية، فيقول: ما دام أنه ربكم، فلماذا تعبدون غيره، وتؤلهون غيره؟! فهذا من باب الاحتجاج عليهم، الاحتجاج على ما أنكروه بما أقروا به، وهو من باب الإلزام لهم.

وفي قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ} [الأعراف: 54]، وقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٢١ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢} [البقرة: 21، 22] «أندادًا» أي: شركاء تعبدونهم من دون الله؛ أي: شركاء في توحيد الألوهية، وأنتم تعلمون أنه لا يستحق العبادة إلا من هذه أفعاله ومخلوقاته؛ فهذا من باب الإلزام لهم، والاحتجاج عليهم.


الشرح