×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

كَمَا قَالَ الله تعالى: {قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ ٥٩ أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهۡجَةٖ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ يَعۡدِلُونَ ٦٠} يذكر -سبحانه - توحيد الربوبية؛ في الخلق، والرزق، وإنزال المطر، وإنبات النبات، ثم يقول: {أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ} ينكر عليهم أنهم جعلوا مع الله آلهة أخرى في العبادة، فيقول: {تَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} [النمل: 63]. فالأمر واضح في هذا لا ينكره إلا مكابر.

والذين يقولون: «إن المطلوب هو توحيد الربوبية» هؤلاء ما جاؤوا بشيء؛ هذا شيء موجود معترف به كل الخلق، وهو تعب بلا فائدة؛ لأنه موجود ومتقرر في العقول والفطر، إنما مدار الأخذ والرد هو توحيد الألوهية، وهذا هو الذي شرع الجهاد من أجله: أن من جحده وعاند فإنه يقاتل، وكانت الأمم السابقة الماضية الغابرة من استمر على الشرك في توحيد الألوهية وأبى أن يستجيب للرسل يأخذهم الله جميعًا؛ عقوبة لهم، كما فعل بقوم نوح عليه السلام، وقوم هود عليه السلام، وقوم صالح عليه السلام، وكما فعل بالأمم السابقة: يأخذهم الله جميعًا بعقوبة واحدة، وينجي المؤمنين الذين استجابوا وأفردوا الله عز وجل بالعبادة، ثم إن الله عز وجل بعد ذلك رفع العقوبة العامة المستأصلة، وأحل محلها الجهاد في سبيل الله وقتال المشركين، منذ عهد موسى عليه السلام؛ فالجهاد موجود في عهد موسى عليه السلام، وفي عهد من جاء بعده من أنبياء بني إسرائيل؛ فقد قالوا لنبي لهم: {ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ} [البقرة: 246] إلى قوله تعالى: {فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ} [البقرة: 251]، وهو ملك الكفرة.

فالجهاد موجود في الأمم السابقة منذ عهد موسى عليه السلام إلى يوم القيامة، وهو جهاد على توحيد الألوهية، لا على توحيد الربوبية.


الشرح